Cloud Computing 101

مقدمة للحوسبة السحابية - بقلم: أحمد كمال

كثيراً ما أُسأل: ما هي السحابة؟، وما الرائع بشأنها؟، ولم يتحدث عنها الجميع؟، و لم عليَّ أن أهتم؟. فكما ترى هنا الكثيرُ من أسئلةِ "لم"، التي في هذه المقال سأشرعُ في وضع حدٍ لها بتقديم الإجابات. بينما يغوص الخبراء في أدق التفاصيل و أخرِ أخبار سحابةِ الحوسبة، هم يتجاهلون تماماً القادمين حديثاٌ إلى هذة التقنية الذين لا يعلمون لم الجميع في شغفٍ ليبدأوا بالاطلاع عنها. أتمنى أن أساعد هؤلاء الجدد في أن تتضح رؤيتهم بشأن كل ما يتعلق بهذا الموضوع. تخيل أنك تعمل مديراً لقسمِ لتكنولوجيا المعلومات في إحدى الشركات الخيالية. وفي أحدِ الأيام، يدخل رئيس العملِ إلى مكتبك ليخبرك أن فريق التطوير جاهز لإطلاق تطبيق شبكي فائق المعايير لمشاركة المقاطع المصوَّرَة. يصعب للغاية معرفة كيف سيتقبل السوق هذا التطبيق الجديد، فربما يكون اليوتيوب التالي وربما تكون البدايةُ أصعب من ذلك، نفترض أن حاجتنا من خوادمِ الشبكة ستكون ما بين عشرة إلى مائةِ خادم في الأسابيع الأولى للإطلاق، وأنها ستستقر في أي مكانٍ بين 1 و 50 تيرابايت من مساحة التخزين وفقاً لإقبالِ السوق. يفتحُ رئيسك في العمل الباب مغادراً المكتب،

  • لكن قبل أن يخرج يستديرُ إليك قائلاً؛ "أريد هذا جاهزاً بنهايةِ هذا الأسبوع!". وإن كانت هذه الشركة الخيالية تعاني من بعض المشاكل في الإدارة، إلا أن الوضع لا يكون بهذا السوءِ في الواقع، على أنه في كثيرٍ من الأحيانِ لا يكون أفضل. فإن كنت في وضعٍ كهذا، فربما ستكون الأن تفكرُ في طريقةٍ للإنتحار، أو على الأقل ستكتب رسالة وداع!. على الرغم من أن تَقَدُّم تقنيات سحابة الحوسبة قد أعطاك خياراتٍ أخرى. فيمكنك أن تهز عصاك السحرية فتُنشأ مئات الخوادم، و بأخرى تحصل على 50تيرابايت من مساحةِ التخزين، جاهزةً لخدمتك.فإن كنت ترى أن هذا أكثر سحراً من إطلاق الآي باد فربما تكون محقاً (على الرغم من ثقتي بأن ستيف جوبز سيعترض!). فهذا السحر هو ما يتسبب بالشغفِ للعاملين في مجالِ تكنولوجيا المعلوماتِ تجاه سحابة الحوسبة!.

تقنياً، بدلاً من هز عصاتك السحرية، ستتقدم بطلب من خلال واجهة برمجة التطبيقات إلى مقدم الخدمة.

هذا يعني أنك إما ستقوم بتنفيذ أمرا أو تضغط زر ما في أداة إدارة بعدها تبدأ مصادرك في النبض بالحياة!. فلعلك الآن بدأت تشعر بما تعنيه كلمة "تفعيل السحابة"!. فما سميت السحابة بهذا الإسم إلا لأنك لا تعلم حقيقة ما بداخلها أو مم تتكون. فلقد كانت و مازالت الأيقونة على شكل سحابة هي الرمز القياسي للإنترنت أو أي شبكة بعيدة أنت لا تهتم بمكونها أو لا تتحكم بها. فهي في الأساس تشبه صندوقاً أسوداً ، تدخل البيانات من إحدى جانبيه و تخرج من الأخر و أنت لا تعرف و لا تهتم بتركيبها البنائي و لا تنخرط في مهام تشغيلها اليومية. فكلُ ما يعنيك هو أنها تعطيك الخدمات التي تحتاج إليها. في حالتك فإن هذه الخدمات تمثل عدداً كبيراً من الخوادم و مساحات التخزين وبالطبع شبكات الربط (و على أي حال فأنت مازلت في حاجة لوسيلة للوصول إلى هذه المصادر!) فعند طلبك ال 50تيرابايت، أنت لا تعلم بمكان وجود مساحة التخزين هذه على أرض الواقع. فهل مساحة التخزين هذه(التي تحوي أهم بيانات الشركة) محملة على شبكة تخزين راقية أو أخرى رخيصة أم باستخدام نظام التخزين الشبكي. و ما هو النظام الذي تستخدمه الخوادم للوصول إلى شبكة التخزين، هل هي من النوع عالي الأداء مثل إنفينيباند و أي سكازي و بروتوكول الأيه أو إي، عديد من الإختيارات ولا تعلم الفرق بينها. و كونك مهتم بهذه التفاصيل أو لا فهذة قصة أخرى. و لكني أقول بأنه ليس عليك الاهتمام بالتقنية المستخدمة في بناء هذا النظام. لكن على الرغم من ذلك سيتوجب عليك أن تهتم بمستوى الخدمة التي يشتريها مالُك. فحينما تشتري مساحة تخزين، مثلاً، فأنت لا تشتري المساحة فقط و لكن تشتري أيضاً الجودة و حسن الأداء.

  • ولذا غالباً ما يهتم خبراء تكنولوجيا المعلومات أولاً بصنف شبكة التخزين و خادم اتصال مخزن البيانات. فما يهتمون به حقيقةً هو "هل ستكون بياناتي في أمان في مخزن البيانات هذا؟" و "هل سيعطيني هذا المخزن الأداء الذي أحتاجه؟". فهم في الحقيقة يهتمون بمستوى الخدمة الذي قد يرقى إليه المزوِّد.

ويوجد خطاٌ شائع عن السحابة أنها تساوي بناء الخوادم الإفتراضية وهذا ليس حقيقي.فيمكنك أن تبني نظام سحابة بدون استخدام خادم افتراضي, فبدلاً من ذلك سيعمل خادم حقيقي, و تحمل عليه بيئة ماقبل الإقلاع التنفيذية أو بي إكس إي, وسيتم الإطلاق ويكون جاهزاً لخدمتك! يمكن أن يكون ذلك باهظ الثمن وغير مرن و خيارات الفوترة فيه محدودة, و لكن بناءه لن يكون مستحيلاً. وهذا هو ما يدفع معظم مقدمي خدمة السحابة التجارية لأن يلجئوا لبعضٍ من تقنيات الخوادم الإفتراضية, كجزء من البنية التحتية ل"خدمة سحابة الحوسبة"، مثلاً مستوى وحدة المعالجة المركزية و الذاكرة للسحابة.

و تقنية الخوادم الإفتراضية هي خدعة متقنة لتقسيم خادم حقيقي إلى عدة خوادم، كلٍّ منها يعمل بنظام تشغيل خاص به و لكلٍّ منهم مجموعة منفصلة تماماً من البرامج الخاصة به. فهي تُمَكِّن مقدم خدمة سحابة الحوسبة من تقديم عدداً من الخوادم الإفتراضية متدرجة الحجم إعتماداً على الخوادم الحقيقية. و كمستهلك لهذه الخدمة، سينتهي بك الحال إلى الدفع مقابل ما يحتاجه عملك من مساحة تخزينية. و السبب وراء كون تشبيه السحابة عادةً بمنفذ التيار الكهربي، أن كلاهما يقدم خدماتٍ على قدر الطلب بمستوى خدمة خدمة معين، وبذلك تدفع على قدر ما تستهلك. فأنت لا تهتم بمعدات الشركة المُمِدَّةْ للتيار, و كل ما يهمك أنها تقابل مستوى الخدمة المتفق عليه،(مثلاً 220فولت وشدة تيار 100أمبير،وتعمل بنسبة 99.999% من إجمالي الوقت) يمكن أن مولدات تيار خاصة بك لكن ذلك سيكون غير مجدي(مُكلِّف). فقد يكون من المزعج إبقاء كل شيء يعمل، و سيتطلب ذلك عمال محترفين لإبقاء كل شيء موصول بالشبكة و ربما لن تتمكن من زيادة القدرة إذا احتجت فجأة إلى مزيد من الخدمة!. وهذا هو السر وراء استخدام معظم الناس تيار شبكة الكهرباء بدلا من امتلاك مولدات كهربائية خاصة بهم. لكن و على الرغم من أوجه القصور المذكورة، مازالت بعض الشركات تختار أن تمتلك و تشغل مولدات تيار خاصة بها أو على الأقل كحل بديل عند انقطاع التيار. وسبب ذلك أن هذه الشركات تسعى وراء مستوى أعلى من "الحماية". يريدون أن يكونوا هم المسيطرين، لا أن تسيطر شبكة الكهرباء على مورد بهذه الأهمية بالنسبة لعملهم. كل ما تم ذكره حتى الآن ينطبق أيضاً على مقدمي خدمات سحابة الحوسبة. فنظير مقدمي خدمة السحابة هم خبراء التقنية في شبكات الكهرباء. وتشغيل مركز البيانات الخاص بك نظير امتلاكِ مولد الكهرباء. فبالطبع أغلب الشركات في يومنا هذا ينشئون و يمتلكون مراكز البيانات (مولدات الكهرباء) الخاصة بهم. لكن يبدو أن ذللك يتغير بسرعة، فنحن نرى مؤشرات على انتقال الأحمال إلى خدمات السحابة التي حولها كل هذا الضجيج. فالسحابة هي مزود التيار لخبراء التقنية في العالم وربما في المستقبل غير البعيد ستمدنا بأغلب احتياجاتنا من الخدمات التقنية، سواء الشخصية أو الإحترافية. فسحابة الحوسبة هي عبارة عن تحويل الموارد و الخدمات إلى سلعة، مقرونةً بنموذج تجاري جديد للإستهلاك يهدف إلى تقليص حجم الوحدة لإتاحتها للشركات الصغيرة و مساعدتهم على التركيز على جوهر الكفاءة بدلا من التركيز على التقنية.

أتمنى أن أكون قد ساعدت على إلقاء قليلٍ من الضوء على هذا الموضوع، وربما سأستصدر جزءاً ثانياً قريباً للحديث عن أنواع سحابة الحوسبة و صفاتها الأساسية و أيضاً عوائق الاعتماد على هذة التقنية و التسويات التي قد يلجأ إليها المستهلك. }

EgyptTeam/Meetings/Articles/Cloud Computing 101 (last edited 2011-06-10 16:43:06 by 196)